السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها، نال خيرها، و نجا من شرها. و من لم ير العواقب غلب عليه الحس، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة، و بالنصب ما رجا منه الراحة.
و بيان هذا في المستقبل، يتبين بذكر الماضي، و هو أنك لا تخلو، أن تكون عصيت الله في عمرك، أو أطعته.
فأين لذة معصيتك؟ و أين تعب طاعتك؟ هيهات رحل كلٌّ بما فيه! فليت الذنوب إذ تخلت خلت! و أزيدك في هذا بيانًا: مثل ساعة الموت، و انظر إلى مرارة التفريط، و لا أقول: كيف تغلب حلاوة اللذات؛ لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلًا، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم.
أتراك علمت أن الأمر بعواقبه؟ فراقب العواقب تسلم، و لا تَمِل مع هوى الحس فتندم.
منقول من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزيّ
No comments:
Post a Comment